للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ترون. قلت: فتجدي لفقد الطعام وهنا في نفسك؟ قالت: ما أحسست بالجوع منذ طعمت ذلك الطعام. وذكرت لي أن بطنها لاصق بظهرها، فأمرت امرأة من نسائنا فنظرت، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا بها قد اتخذت كيسا ضمنته القطن وشدّته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. هذا ملخص ما أورده ابن السبكي.

وقال ابن الأهدل: وفيها- أي سنة اثنتين وتسعين ومائتين- عيسى بن محمد المروزيّ اللغويّ، وهو الذي رأى بخوارزم امرأة بقيت نيفا وعشرين سنة لا تأكل ولا تشرب.

وروى اليافعي [١] عن الشيخ صفي الدّين، أنه ذكر أن امرأة بجيزة مصر [٢] ، قامت ثلاثين سنة لا تأكل ولا تشرب في مكان واحد لا تتألم بحرّ ولا برد. انتهى ما قاله ابن الأهدل بحروفه.

وقال في «العبر» [٣] : وفيها- أي سنة ثلاث وتسعين- عيسى بن محمد أبو العبّاس الطّهمانيّ المروزيّ اللغويّ، كان إماما في العربية. روى عن إسحاق بن راهويه، وهو الذي رأى بخوارزم المرأة التي بقيت نيفا وعشرين سنة، لا تأكل ولا تشرب.

وفيها محمد بن أحمد بن سليمان الإمام، أبو العبّاس، الهرويّ فقيه محدّث، صاحب تصانيف. رحل إلى الشام والعراق، وحدّث عن أبي حفص الفلّاس وطبقته.

وفيها يحيى بن منصور الهرويّ. أبو سعد، أحد الأئمة الثقات في العلم والعمل، حتّى قيل: إنه لم ير مثل نفسه. روى عن سويد بن نصر وطبقته.


[١] انظر «مرآة الجنان» (٢/ ٢٢١- ٢٢٢) .
[٢] في الأصل، والمطبوع: «ببحيرة مصر» وهو خطأ، والتصحيح من «مرآة الجنان» .
[٣] (٢/ ١٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>