للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة. صحب العارف أبا حفص النيسابوري، وسمع بالعراق من حميد بن الربيع، وكان كبير الشأن، مجاب الدعوة. قاله في «العبر» [١] .

وقال السّلميّ في «التاريخ» [٢] هو رازيّ الأصل، ذهب إلى شاه الكرماني، ووردا جميعا إلى نيسابور زائرين لأبي حفص، ونزلا محلة الحيرة في دار علكان، وأقاما بها أياما، فلما أراد الشاه الخروج، خرجا جميعا إلى قرية أبي حفص على باب مدينة نيسابور، وهي قرية تسمى كورداباذ [٣] ، فقال أبو حفص لأبي عثمان: إن كان الشاه يرجع إلى طاعة أبيه، فأنت إلى أين تذهب، فنظر أبو عثمان إلى الشاه، فقال الشاه: أطع الشيخ، فرجع مع أبي حفص إلى نيسابور، وخرج الشاه وحده.

وقال أبو عثمان: صحبت أبا حفص وأنا شاب، فطردني مرّة وقال: لا تجلس عندي، فقمت من عنده، ولم أولّ ظهري عليه، وانصرفت أمشي إلى وراء، ووجهي إلى وجهه، حتّى غبت عنه، وجعلت في نفسي أن أحفر على بابه حفرة وأدخل فيها ولا أخرج منها إلا بأمره، فلما رأى ذلك منّي أدناني، وقرّبني، وجعلني من خواصّ أصحابه.

وقال أبو عمرو بن نجيد [٤] : في الدّنيا ثلاثة لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام.

ومن كلامه: من أمّر السّنّة على نفسه قولا وفعلا، نطق بالحكمة، ومن


[١] (٢/ ١١٧) .
[٢] وهو كتابه «تاريخ الصوفية» وهو مخطوط لم ينشر بعد. انظر مقدمة الأستاذ نور الدّين شريبة لكتابه «طبقات الصوفية» ص (٣٤) .
[٣] في الأصل، والمطبع: «كوزذاباذ» وهو خطأ، والتصحيح من «طبقات الصوفية» ص (١١٥) و «معجم البلدان» (٤/ ٤٨٩) .
[٤] هو إسماعيل بن نجيد السلمي، أبو عمرو، وسوف ترد ترجمته في المجلد الرابع من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>