للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعتها، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «اذهبي فجيئي بزوجك» فذهبت فجاءت به وأدخلته على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ضرير البصر، فقير، سيّء الخلق، فقال له: «أتجد رقبة؟» ، قال: لا، وفي لفظ قال:

ما لي بهذا من قدرة، قال: «أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» ، قال: والذي بعثك بالحق إني إذا لم آكل المرة والمرتين والثلاثة يغشى [١] عليّ، وفي لفظ إني إذا لم آكل في اليوم مرتين كلّ بصري، أي لو كان موجودا قال:

«فتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟» ، قال: لا، إلا أن تعينني بها، فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكفّر عنه. وفي رواية: أنه أعطاه مكتلا يأخذ خمسة عشر صاعا فقال: «أطعمه ستين مسكينا» . قال بعضهم: وكانوا يرون أن عند أوس مثلها حتى يكون لكلّ مسكين نصف صاع، وفيه أنه خلاف الروايات من أنه لا يملك شيئا، فقال: على أفقر مني، فو الله الذي بعثك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه مني، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اذهب به إلى أهلك» . وهذا أول ظهار وقع في الإسلام [٢] .


[١] في المطبوع: «يغثى» وهو تحريف.
[٢] وقد أورد قصة خولة بنت ثعلبة مع زوجها الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (١٢/ ٢٣١، ٢٣٢) و «فتح الباري» (٩/ ٤٣٣، ٤٣٤) وناقشها فيه، فارجع إلى كلامه في المصدرين المشار إليهما. وانظر أيضا «سنن أبي داود» الحديث (٢٢١٤) في الطلاق: باب في الظهار، و «سنن النسائي» (٦/ ١٦٧، ١٦٨) ، و «سنن ابن ماجة» الحديث رقم (٢٠٦٣) ، و «أسد الغابة» لابن الأثير (٧/ ٩١، ٩٢) في ترجمة خولة، و «تفسير ابن كثير» (٤/ ٣١٩- ٣٢١) ، و «زاد المسير» لابن الجوزي (٨/ ١٨٠- ١٨٦) ، و «التنبيه والإعلام» للسهيلي «مخطوط» الورقة (٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>