للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن القتّات الصوفي، ثنا أبو صالح الحسن بن بشار العبد الصالح، حدّثني عبد الله بن أحمد قال: مرّت بنا جنازة ونحن قعود على مسجد أبي، فقال أبي: ما كان صنعة صاحب الجنازة؟ قالوا: كان يبيع على الطريق.

قال: في فنائه أو فناء غيره؟ قالوا: في فناء غيره. قال: عزّ عليّ، عزّ عليّ، إن كان في فناء يتيم أو غيره، فقد ذهبت أيامه عطلا. ثم قال: قم نصلّي عليه، عسى الله أن يكفّر عنه سيئاته. قال: فكبّر عليه أربع تكبيرات، ثم حملناه إلى قبره ودفناه، ونام أبي في تلك الليلة وهو مغتم به، فإذا نحن بامرأة قالت:

نمت البارحة، فرأيت صاحب الجنازة الذي مررت معه وهو يجري في الجنّة جريا وعليه حلّتان خضراوان [١] ، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غضبان عليّ وقت خروج روحي، فصلى عليّ أحمد بن حنبل، فغفر لي ذنوبي ومتّعني بالجنة.

وأنبأنا علي المحدّث، عن أبي عبد الله الفقيه، أنه قال: إذا رأيت البغدادي يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البربهاري، فاعلم أنه صاحب سنّة.

وكان ابن بشّار يقول: من زعم أن الكفّار يحاسبون، ما يستحيي [٢] من الله، ثم قال: من صلّى خلف من يقول هذه المقالة يعيد. انتهى ملخصا.

أي خلافا للسالمية، فإنهم يقولون بحساب الكفّار كالمسلمين، والحق أنهم تحصى أعمالهم ويطّلعون عليها ويقرّعون بها تقريعا من غير وزن وحساب، لقوله تعالى: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ١٨: ١٠٥ [الكهف: ١٠٥] والله أعلم.


[١] في الأصل: «خضراوتان» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «طبقات الحنابلة» .
[٢] في «طبقات الحنابلة» : «يستحيي» وهو خطأ فتصحح فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>