للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطعمك الغيّ لحمها فرأى ... قتلك أصحابها [١] من الرّشد

حتّى إذا داوموك واجتهدوا ... وساعد النصر كيد مجتهد

صادوك غيظا عليك وانتقموا ... منك وزادوا ومن يصد يصد

ثم شفوا بالحديد أنفسهم ... منك ولم يرعووا إلى أحد

فلم تزل للحمام مرتصدا ... حتى سقيت الحمام بالرّصد

لم يرحموا صوتك الضعيف كما ... لم ترث منها لصوتها الغرد

وكنت بدّدت شملهم زمنا ... فاجتمعوا بعد ذلك البدد [٢]

كأنّ حبلا حوى بجودته ... جيدك للخنق كان من مسد

كأنّ عيني تراك مضطربا ... فيه وفي فيك رغوة الزّبد

وقد طلبت الخلاص منه فلم ... تقدر على حيلة [٣] ولم تجد

فجدت بالنفس والبخيل بها ... أنت ومن لم يجد بها تجد

فما سمعنا بمثل موتك إذ ... متّ ولا مثل عيشك [٤] النّكد

عشت حريصا يقوده طمع ... ومتّ ذا قاتل بلا قود

فلم تخف وثبة الزّمان كما ... وثبت في البرج وثبة الأسد [٥]

عاقبة الظلم لا تنام وإن ... تأخّرت مدة من المدد

أردت أن تأكل الفراخ ولا ... يأكلك الدّهر أكل مضطهد

هذا بعيد من القياس وما ... أعزّه في الدّنوّ والبعد

لا بارك الله في الطعام إذا ... كان هلاك النفوس في المعد

كم دخلت لقمة حشا شره ... فأخرجت روحه من الجسد

ما كان أغناك عن تصعّدك [٦] ال ... برج ولو كان جنّة الخلد


[١] في «وفيات الأعيان» : «أربابها» .
[٢] تأخر هذا البيت في المراجع التي بين يدي إلى ما بعد أبيات عدّة.
[٣] في «الوافي بالوفيات» : «على حيله» .
[٤] في «سير أعلام النبلاء» : «ولا مثل حالك» .
[٥] رواية البيت في الأصل والمطبوع و «وفيات الأعيان» تختلف قليلا عن روايتها في المراجع الأخرى.
[٦] في «وفيات الأعيان» : «عن تسورك» وفي المراجع الأخرى: «عن تسلقك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>