للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّجستاني، وابن أخي الأصمعي. وعاش ثمانيا وتسعين سنة.

قال أحمد بن يوسف الأزرق: ما رأيت أحفظ من ابن دريد، ما رأيته قرئ عليه ديوان إلّا وهو يسابق في قراءته.

وقال الدّارقطني: تكلموا فيه. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان [١] : إمام عصره في اللغة، والآداب، والشعر الفائق.

قال المسعوديّ في كتاب «مروج الذهب» [٢] في حقه: كان ابن دريد ببغداد ممّن برع في زماننا هذا في الشعر، وانتهى في اللغة، لم يوجد مثله في فهم كتب المتقدمين، وقام مقام الخليل بن أحمد فيها، وكان يذهب بالشعر كل مذهب، فطورا يجزل، وطورا يرق، وشعره أكثر من أن نحصيه، فمن جيّد شعره قصيدته المقصورة التي أولها:

إمّا تري رأسي حاكى لونه ... طرّة صبح تحت أذيال الدّجى

واشتعل المبيضّ في مسودّه ... مثل اشتعال النّار في جمر [٣] الغضا

وكان من تقدم من العلماء يقول: إن ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء.

ومن مليح شعره قوله:

غرّاء لو جلت الخدور [٤] شعاعها ... للشمس عند شروقها [٥] لم تشرق

غصن على دعص تأوّد فوقه ... قمر تألّق تحت ليل مطبق


[١] في «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٢٣) .
[٢] (٣/ ٣٢٠- ٣٢١) .
[٣] في «مروج الذهب» و «وفيات الأعيان» : «في جزل» . والجزل ما عظم من الخطب ويبس.
انظر «مختار الصحاح» (جزل) .
[٤] في الأصل والمطبوع: «عزراء لو جلت الخدور» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٥] في «وفيات الأعيان» : «طلوعها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>