للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو قيل للحسن احتكم لم يعدها ... أو قيل خاطب غيرها لم ينطق

فكأننا من فرعها في مغرب ... وكأننا من وجهها في مشرق

تبدو فيهتف بالعيون ضياؤها ... الويل حلّ بمقلة لم تطبق

وكانت ولادته بالبصرة في سكة صالح سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ونشأ بها وتعلم فيها، وسكن عمان وأقام بها ثنتي عشرة سنة، ثم عاد إلى البصرة وسكنها زمانا، ثم خرج إلى نواحي فارس، وصحب ابني ميكال، وكانا يومئذ على عمالة فارس، وعمل لهما كتاب «الجمهرة» وقلداه ديوان فارس، فكانت تصدر كتب فارس عن رأيه، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه، فأفاد معهما أموالا عظيمة، وكان لا يمسك درهما سخاء وكرما، ومدحهما بقصيدته المقصورة، فوصلاه بعشرة آلاف درهم، ثم انتقل إلى بغداد، وعرف الإمام المقتدر بالله خبره ومكانه من العلم [١] ، فأمر أن يجرى عليه خمسون دينارا في كل شهر، ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته.

وكان واسع الرواية، لم ير أحفظ منه. وسئل عنه الدارقطني أثقة هو أم لا؟ فقال: تكلموا فيه.

وقيل: إنه كان يتسامح في الرواية فيسند إلى كل واحد ما يخطر له.

وقال أبو منصور الأزهري [٢] : دخلت عليه فرأيته سكران، فلم أعد إليه.

وقال ابن شاهين: كنّا ندخل عليه فنستحي [٣] [مما نرى] من العيدان المعلّقة والشراب المصفّى. وذكر أن سائلا سأله شيئا فلم يكن عنده غير دنّ [٤]


[١] في المطبوع: «بالعلم» .
[٢] في الأصل والمطبوع: «البغوي» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٢٦) وقد نقل ابن خلكان كلام الأزهري باختصار وتصرف. انظر «تهذيب اللغة» (١/ ٣١) بتحقيق العلّامة الأستاذ عبد السلام هارون.
[٣] في «وفيات الأعيان» : «ونستحي» وما بين حاصرتين زيادة منه.
[٤] الدّنّ: وعاء شبيه بالجرّة. انظر «لسان العرب» (دنن) و (حبب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>