للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينتقض عليه ما دبّره من الأمر إن عرفت العساكر بقتل المهدي، فأخرج هذا الرجل وقال: [هذا] هو المهدي.

وهو أول من قام بهذا الأمر من بيتهم، وادّعى الخلافة بالمغرب، وكان داعية أبا عبد الله الشيعي. ولما استتبّ [١] له الأمر قتله وقتل أخاه، وبنى المهدية بإفريقية ولما فرغ من بنائها في شوال سنة ثمان وثلاثمائة بنى سور تونس وأحكم عمارتها وجدّد فيها مواضع، فنسبت إليه.

وملك بعده ولده القائم، ثم المنصور ولد القائم، ثم المعز بن المنصور، وهو الذي سيّر القائد جوهرا وملك الديار المصرية وبنى القاهرة، واستمرت دولتهم حتى انقرضت على يد السلطان صلاح الدّين رحمه الله تعالى.

وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين، وقيل: ستين ومائتين [وقيل:

ست وستين ومائتين] [٢] بمدينة سلميّة، وقيل: بالكوفة، ودعي له بالخلافة على منابر رقّادة [٣] والقيروان يوم الجمعة لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين، بعد رجوعه من سجلماسة وكان ظهوره بسجلماسة يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين، وخرجت بلاد المغرب عن ولاية بني العبّاس. انتهى ما قاله ابن خلّكان ملخصا.

وفيها أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدّيبلي [٤] محدّث مكّة، نسبة إلى ديبل [٥]- بفتح أوله وضم الباء مدينة قرب السّند- وتوفي في جمادى الأولى.

روى عن محمد بن زنبور وطائفة.


[١] في الأصل والمطبوع: «استثبت» وهو خطأ والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٢] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «وفيات الأعيان» .
[٣] في الأصل والمطبوع: «زقادة» وهو تصحيف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» . وانظر «معجم البلدان» (٣/ ٥٥- ٥٦) .
[٤] «العبر» (٢/ ٢٠٠) وانظر «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٩- ١٠) .
[٥] قلت: وتعرف في أيامنا ب «كراتشي» وهي عاصمة باكستان الإسلامية. وكانت قد أنجبت

<<  <  ج: ص:  >  >>