للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبنوه بعده، في دار النّحر التي يعذب فيها في العذاب، ما بين عالم وعابد، ليردّهم عن الترضّي على [١] الصحابة، فاختار الموت أربعة آلاف رجل، وفي ذلك يقول بعضهم من قصيدة:

وأحلّ دار النّحر في أغلاله ... من كان ذا تقوى وذا صلوات

وقال ابن خلّكان [٢] : أبو محمد عبيد الله، الملقب بالمهدي، وجدت في نسبه اختلافا كثيرا.

قال صاحب «تاريخ القيروان» : هو عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

وقال غيره: هو عبيد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر المذكور.

وقيل: هو عبيد الله بن التقي، وفيه اختلاف كثير، وأهل العلم بالأنساب المحقّقون ينكرون دعواه في النسب.

وقيل: إن المهدي لما وصل إلى سجلماسة [٣] ونما خبره إلى اليسع، وهو مالكها، وهو آخر ملوك بني مدرار، وقيل له: إن هذا الفتى يدعو إلى بيعة أبي عبد الله الشيعي بإفريقية، أخذه اليسع واعتقله، فلما سمع أبو عبد الله الشيعي باعتقاله حشد جمعا كثيرا من كتامة [٤] وغيرها، وقصد سجلماسة لاستنقاذه، فلما بلغ اليسع خبر وصولهم قتل المهديّ في السجن، فلما دنت العساكر من البلد، هرب اليسع، فدخل أبو عبد الله إلى السجن فوجد المهديّ مقتولا وعنده رجل من أصحابه كان يخدمه، فخاف أبو عبد الله أن


[١] في الأصل: «عن» وأثبت ما في المطبوع.
[٢] في «وفيات الأعيان» (٣/ ١١٧- ١١٩) .
[٣] قال ياقوت: سجلماسة: مدينة في جنوبي المغرب بينها وبين فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب.
انظر «معجم البلدان» (٣/ ١٩٢- ١٩٣) .
[٤] في الأصل: «جمفا عفيرا من كتابه» وهو خطأ وأثبت لفظ المطبوع و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>