للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّنيا في الكلام، وكان في ذلك المقدّم المقتدى الإمام.

قال في كتابه «الإبانة في أصول الديانة» [١]- وهو آخر كتاب صنّفه وعليه يعتمد أصحابه في الذّبّ عنه عند من يطعن عليه-: فصل في إبانة قول أهل الحق والسّنّة: فإن قال [لنا] قائل، قد أنكرتم قول المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والحرورية، والرافضة، والمرجئة، فعرّفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون.

قيل له: قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكلام ربنا [عزّ وجلّ] وسنّة نبينا [صلى الله عليه وسلم] ، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول [به] أبو عبد الله أحمد بن حنبل- نضّر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته- قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق ودفع به الضلال، وأوضح المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشكّ الشاكّين [٢] ، فرحمة الله عليه من إمام مقدّم، وجليل معظّم، وكبير مفخّم [٣] [وعلى جميع أئمة المسلمين] .

وجملة قولنا: أنا نقرّ بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبما جاء من عند الله، وبما رواه الثقات عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئا، وأن الله، عزّ وجل، إله واحد [٤] لا إله إلا هو، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق. وأن الجنّة حق، وأن النّار حق. وأن الساعة آتية لا ريب فيها. وأن الله يبعث من في القبور. وأن


[١] ص (١٧- ٢٦) قرأه وقدّم له وحكم على الأحاديث الواردة فيه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى، وقد نقل المؤلف عنه بتصرّف واختصار، وما بين حاصرتين في سياق النقل زيادة منه.
[٢] في المطبوع: «المشاكين» وهو خطأ.
[٣] في الأصل والمطبوع: «مفهم» وأثبت لفظ «الإبانة» .
[٤] في الأصل والمطبوع: «وأنه إله واحد» وأثبت لفظ «الإبانة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>