للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحب الجنيد وغيره، وجاور مدة، وكان من كبار العارفين.

قال السخاوي في «طبقاته» : صحب الجنيد، وعمرو [بن عثمان] المكّي [١] ، وأبا يعقوب السّوسي، وغيرهم من المشايخ.

أقام بالحرم سنين كثيرة مجاورا. ومات بها [٢] . كان أبو عثمان المغربي يقول: ما رأيت في مشايخنا أنور من النّهرجوري.

قال: الفناء هو فناء رؤية قيام العبد لله، والبقاء رؤية قيام الله في الأحكام.

وقال: الصدق موافقة الحقّ في السّرّ والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة [٣] .

وقال: العابد يعبد الله تحذيرا، والعارف يعبد الله تشويقا.

وقال في قوله، صلى الله عليه وسلم، «احترسوا من النّاس بسوء الظّنّ» [٤] أو كما قال، صلى الله عليه وسلم، فقال: بسوء الظن في أنفسكم [٥] بأنفسكم، لا بالناس.

وقال: مفاوز الدّنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب.

وقال: من كان شبعه بالطعام لم يزل جائعا، ومن كان غناه بالمال، لم يزل فقيرا، ومن قصد بحاجته الخلق، لم يزل محروما، ومن استعان في أمره بغير الله، لم يزل مخذولا.


[١] في الأصل والمطبوع: «وعمر المكي» وهو خطأ، والتصحيح من «طبقات الصوفية» للسلمي، و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٣٣) وما بين حاصرتين زيادة منهما.
[٢] يعني بمكة المكرمة، وفي «طبقات الصوفية» : «وبه مات»
[٣] في «طبقات الصوفية: «التهلكة» .
[٤] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ٨٩) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقال:
رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وقد ذكره الحافظ ابن حجر في «الفتح» من رواية الطبراني في «الأوسط» عن أنس وقال: وهو من رواية بقية بالعنعنة عن معاوية بن يحيى، فله علتان. أقول: فالحديث بهذا ضعيف.
[٥] قوله: «في أنفسكم» لم يرد في «طبقات الصوفية» للسلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>