للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عن أبي داود السّجستاني وطائفة. وروى عنه الدارقطني وغيره، ونادم غير واحد من الخلفاء، وجدّه الأعلى هو صول، ملك جرجان.

وكان الصولي حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، يضرب به المثل في لعب الشطرنج، ويعتقد كثيرون أنه الذي وضعه، وإنما وضعه صصّه بن داهر [١] وقيل: ابن يلهب، وقيل: ابن قاسم، وضعه لملك الهند شهرام [٢] ، واسمه بلهيث، وقيل: ماهيت، وكان أزدشير بن بابك [٣] أول ملوك الفرس الأخيرة قد وضع النرد، ولذلك قيل له: نردشير، لأنهم نسبوه إلى واضعه المذكور، وجعله مثالا للدّنيا وأهلها، فرتب الرقعة اثني عشر بيتا، بعدد شهور السنة، ومن الجهة الأخرى اثني عشر بيتا، بعدد البروج [٤] ، وجعل القطع ثلاثين، بعدد أيام الشهر، وجعل الفصوص فيما يرمى به من كل جهتين [٥] سبعة بعدد أيام الأسبوع، وجعل ما يأتي به اللاعب مثالا للقضاء والقدر، فتارة له وتارة عليه، فافتخرت ملوك الفرس بذلك، فلما وضع صصه الشطرنج قضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد لأمور يطول شرحها، ويقال: إن صصّه لما وضعه وعرضه على ملك الهند المذكور، أعجبه وفرح به كثيرا، وأمر أن يكون في بيوت [٦] الديانة، ورآه أفضل ما علم، لأنه آلة للحرب وعزّ للدّين والدّنيا، وأساس لكل عدل، فأظهر الشكر [والسرور] [٧] على ما أنعم عليه به في ملكه، وقال له: اقترح عليّ ما تشتهي، فقال له: اقترحت أن


[١] في «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (٤/ ٥٩٠) و (٥/ ١٣٥) : «صصه بن ذاهر» بالذال، وما جاء في كتابنا موافق لما في «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٧ و ٣٥٨) و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٢٠) .
[٢] في الأصل: «شيرامر» وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب، وانظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٧) .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «أردشير بن بابك» وانظر ص (١١١) .
[٤] قوله: «ومن الجهة الأخرى اثني عشر بيتا، بعدد البروج» لم يرد في «وفيات الأعيان»
[٥] في الأصل: «من كل جهة» وأثبت ما في المطبوع.
[٦] في الأصل والمطبوع: «في بيت» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٧] سقطت من الأصل والمطبوع واستدركتها من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>