للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد بن سيّار المروزي الشيرازي، الزاهد المحدّث، شيخ أهل مرو.

من كلامه الخطرة للأنبياء، والوسوسة [١] للأولياء، والفكرة للعوام، والعزم للفتيان.

وقيل له: بماذا يروّض المريد نفسه؟ وكيف يروّضها؟ قال: بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهي [٢] ، وصحبة الصالحين، وخدمة الرّفقاء، ومجالسة الفقراء، والمرء حيث وضع نفسه. ثم تمثل وأنشأ يقول:

صبرت على اللّذات لمّا تولّت ... وألزمت نفسي صبرها فاستمرّت

وكانت على الأيام نفسي عزيزة ... فلما رأت عزمي على الذّل ذلّت

فقلت لها يا نفس موتي كريمة ... فقد كانت الدّنيا لنا ثم ولّت

خليليّ لا والله ما من مصيبة ... تمرّ على الأيام إلا تجلّت

وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ... فإن أطعمت تاقت وإلا تسلّت [٣]

وقال: حقيقة المعرفة أن لا يخطر بقلبك ما دونه.

وقال: المعرفة حياة القلب بالله، وحياة القلب مع الله.

وقال: لو جاز أن يصلى ببيت شعر لجاز أن يصلى بهذا البيت:

أتمنّى على الزمان محالا ... أن ترى مقلتاي طلعة حرّ [٤]

وفيها أبو الحسين الأسواري، محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني


[١] في الأصل والمطبوع: «والسوسة» وهو خطأ، والتصحيح من «طبقات الصوفية» للسلمي ص (٤٤٥) و «العبر» (٢/ ٢٦٦) .
[٢] في الأصل والمطبوع: «واجتناب المناهي» وما أثبته من «طبقات الصوفية» ص (٤٤٤) مصدر المؤلف في نقله.
[٣] الأبيات الأول والثاني والخامس في «طبقات الصوفية» مع بعض الخلاف، وقد تقدم البيت الأخير الذي في كتابنا عنده إلى البيت الثاني.
[٤] البيت في «طبقات الصوفية» ص (٤٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>