للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هواء ولكنه جامد ... وماء ولكنه غير جار

كأن المدير لها باليمين ... إذا مال للسقي أو باليسار

تدرّع ثوبا من الياسمين ... له فرد كمّ من الجلنار [١]

وأورد له أيضا:

رضاك شباب لا يليه مشيب ... وسخطك داء ليس منه طبيب

كأنك من كلّ النفوس مركّب ... فأنت إلى كل النفوس حبيب [٢]

وحكى أبو محمد الحسن بن عسكر الصوفي الواسطي قال: كنت ببغداد في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة جالسا على دكة بباب أبرز للفرجة، إذ جاء ثلاث نسوة فأنشدنني الأبيات، وزادت إحداهنّ بعد البيت الأول:

إذا ما تأملتها وهي فيه ... تأملت نورا محيطا بنار

فهذا [٣] النهاية في الابيضاض ... وهذا [٤] النهاية في الاحمرار

فحفظت الأبيات منها، فقالت لي: أين الموعد [٥] ؟ تعني التقبيل، أرادت مداعبته بذلك.

وقال الخطيب [٦] : إنه ولد بأنطاكية يوم الأحد لأربع بقين من ذي الحجة، سنة ثمان وسبعين ومائتين، وقدم بغداد وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة. وسمع الحديث وتوفي بالبصرة، يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة. انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وفيها الإمام أبو العباس السّيّاري القاسم بن القاسم بن مهدي ابن ابنة


[١] والأبيات في «يتيمة الدهر» للثعالبي (٢/ ٣٩٧) طبعة دار الكتب العلمية ببيروت.
[٢] البيتان في «يتيمة الدهر» (٣/ ٤٠٤) .
[٣] في الأصل: «فهذه» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[٤] في الأصل: «وهذه» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[٥] في «وفيات الأعيان» : «هذا الوعد» .
[٦] انظر «تاريخ بغداد» (١٢/ ٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>