للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا الكارة منديل له قيمة، وفيه خمسون وسطا، في كل وسط لون من الطعام، وإذا إلى جانب الكارة كيس فيه ألف دينار.

قال النّجّاد: فقمت من عنده، فمضيت إلى قبر أحمد فزرته، ثم انصرفت، فبينا أنا أمشي إلى جانب الخندق، إذ لقيتني عجوز من جيراننا، فقالت لي: أحمد، فأجبتها، فقالت: ما لك مغموم؟ فأخبرتها فقالت: اعلم أن أمك أعطتني قبل موتها ثلاثمائة درهم، وقالت لي: أخبئي هذه عندك، فإذا رأيت ابني مضيقا مغموما فأعطيه إيّاها، فتعال معي حتّى أعطيك إيّاها، فمضيت معها، فدفعتها إليّ.

وقال النّجّاد: حدّثنا معاذ بن المثنى، ثنا خلّاد بن أسلم [١] ثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، كلهم قال في قول الله عزّ وجل: عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ١٧: ٧٩ [الإسراء: ٧٩] . قال: يجلسه معه على العرش [٢] وتوفي النّجّاد وقد كفّ بصره ليلة الثلاثاء، لعشر بقين من ذي الحجة، ودفن صبيحة تلك الليلة عند قبر بشر بن الحارث، وعاش خمسا وتسعين سنة.

وفيها الخلدي، أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير البغدادي الخوّاص الزاهد، شيخ الصوفية، ومحدّثهم.

والخلدي: بالضم والسكون ومهملة، نسبة إلى الخلد محلة ببغداد.

سمع الحارث بن أبي أسامة، وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهما.

قال السخاوي: هو جعفر بن محمد بن نصير أبو محمد الخوّاص، البغدادي المنشأ والمولد. صحب الجنيد، وعرف بصحبته، وصحب النّوري، ورويما [٣] والجريري وغيرهم من مشايخ الوقت، وكان المرجع إليه


[١] في الأصل والمطبوع: «جلّاد بن أسلم» وهو خطأ، والتصحيح من «تقريب التهذيب» ص (١٩٦) .
[٢] أقول: وإسناده ضعيف، وانظر «تفسير الطبري» (١٥/ ٩٨) (ع) .
[٣] في الأصل والمطبوع: «ورميم» والتصحيح من «طبقات الصوفية» للسلمي ص (٤٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>