وروى له الشيخ تاج الدّين الكندي [١] بالسند الصحيح بيتين لا يوجدان في «ديوانه» وهما:
أبعين مفتقر إليك نظرتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بغير الخالق
ولما كان بمصر مرض، وكان له صديق يغشاه في علّته، فلما شفي، انقطع عنه، فكتب إليه: وصلتني وصلك الله معتّلا وقطعتني مبلّا فإن رأيت أن لا تحبّب العلة إليّ، ولا تكدر الصحة عليّ فعلت، إن شاء الله تعالى.
وقال الناميّ الشاعر: كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي، وكنت أشتهي أن أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما، ما سبق إليهما، أحدهما قوله:
رماني الدّهر بالأرزاء حتّى ... فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام ... تكسّرت النّصال على النّصال
والآخر قوله:
في جحفل ستر العيون غباره ... فكأنما يبصرن بالآذان
وقال أبو الفتح بن جني النحوي: قرأت ديوان أبي الطيب عليه، فلما بلغت قوله في كافور القصيدة التي أولها:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
حتّى بلغت إلى قوله:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... ولا أشتكي فيها ولا أتعتّب
وبي ما يذود الشعر عني أقلّه ... ولكنّ قلبي يا ابنة القوم قلّب
[١] قلت: والمؤلف ينقل هذا النقل عن «وفيات الأعيان» (١/ ١٢١) .