للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: يعزّ عليّ، أن يكون [١] هذا الشعر في مدح [٢] غير سيف الدولة؟

فقال: حذرناه وأندرناه، فما نفع. ألست القائل فيه؟:

أخا الجود أعط النّاس ما أنت مالك ... ولا تعطينّ الناس ما أنا قائل

فهو الذي أعطاني كافورا بسوء تدبيره وقلة تمييزه.

مولد المتنبي بالكوفة في سنة ثلاث وثلاثمائة في محلة تسمى كندة، فنسب إليها، وليس هو من كندة التي هي قبيلة، بل هو جعفي القبيلة من مذحج، وقتل يوم الأربعاء لست بقين، أو ليلتين بقيتا، وقيل يوم الاثنين، لثمان بقين من شهر رمضان.

وفيها العالم الحبر والعلّامة البحر، أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ التّميمي البستي الشافعي، صاحب «الصحيح» كان حافظا ثبتا إماما حجة، أحد أوعية العلم، صاحب التصانيف. سمع أبا خليفة الجمحي، والنسائي وطبقتهما، ومنه الحاكم وطبقته، واشتغل بخراسان، والشام، والعراق، ومصر، والجزيرة. وكان من أوعية العلم في الحديث، والفقه، واللغة، والوعظ، وغير ذلك. حتّى الطب، والنجوم، والكلام. ولي قضاء سمرقند، ثم قضاء نساء، وغاب دهرا عن وطنه، ثم ردّ إلى بست، وتوفي بها في شوال، وهو في عشر الثمانين.

قال الخطيب [٣] : كان ثقة نبيلا.

وقال ابن ناصر الدّين: له أوهام أنكرت، فطعن عليه بهفوة منه بدرت ولها محمل لو قبلت.

وقال الإسنوي [٤] : أبو حاتم محمد بن حبّان- بكسر الحاء المهملة،


[١] في «وفيات الأعيان» : «كيف يكون» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «في ممدوح» .
[٣] انظر «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٩٤) وفيه: كان ثقة، نبيلا، فهما.
[٤] انظر «طبقات الشافعية» له (١/ ٤١٨- ٤١٩) المطبوع ببغداد بتحقيق الأستاذ عبد الله الجبوري.

<<  <  ج: ص:  >  >>