للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لهم سيف الدولة: أيّكم يجيز قولي؟ وليس له إلا سيدي، يعني أبا فراس:

لك جسمي تعلّه ... فدمي لم تحلّه

فارتجل أبو فراس وقال:

قال إن كنت مالكا ... فلي الأمر كلّه

فاستحسنه وأعطاه ضيعة بأعمال منبج، تغلّ ألفي دينار في كل سنة.

ومن محاسن شعر سيف الدولة قوله في وصف قوس قزح وقد أبدع فيه كل الإبداع:

وساق صبيح للصّبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض

يطوف بكاسات العقار كأنجم ... فمن بين منقضّ عليها [١] ومنفض

وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفا ... على الجوّد كنا والحواشي على الأرض

يطرّزها [٢] قوس السحاب بأصفر ... على أحمر في أخضر إثر مبيض

كأذيال خود أقبلت في غلائل ... مصبّغة والبعض أقصر من بعض

وهذا من التشبيهات الملوكية التي لا يكاد يخطر مثلها لغيرهم.

ومن حسن شعره أيضا قوله:

تجنّى عليّ الذنب والذنب ذنبه ... عاتبني ظلما وفي شقّه العتب

إذا برم المولى بخدمة عبده ... تجنّى له ذنبا وإن لم يكن ذنب

وأعرض لما صار قلبي بكفه ... فهلّا جفاني حين كان لي القلب

ومحاسنه وأخباره كثيرة فلنكتف بهذا القدر.


[١] في «وفيات الأعيان» : «منقض علينا» .
[٢] في الأصل والمطبوع: «وطرزها» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>