للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الثعالبي في «يتيمته» [١] : كان بنو حمدان ملوكا [وأمراء] ، أوجههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة، وسيف الدولة شهم سادتهم [٢] وواسطة قلادتهم، [ويقال: إنه] [٣] لم يجتمع بباب أحد من الملوك- بعد الخلفاء- ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعراء [٤] وغيرهم، وكان شاعرا يرتاح للشعر وجرت بينه وبين أخيه ناصر الدولة وحشة، فكتب إليه من شعره:

لست أجفو وإن جفيت [٥] ولا أت ... رك حقا عليّ في كلّ حال

إنما أنت والد والأب الجا ... في يجازى بالصبر والاحتمال

وكتب إليه مرة أخرى:

رضيت لك [٦] العليا وإن كنت أهلها ... وقلت وهل بيني وبين أخي فرق

ولم يك لي [٧] عنها نكول وإنما ... تجافيت عن حقي ليبقى لك الحق

ولا بدّ لي من أن أكون مصليّا ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق

وأخباره كثيرة مع شعراء وقته، كالمتنبي، والسّريّ الرّفّاء، والنّامي، والوأواء، وتلك الطبقة.

ويحكى أن ابن عمه أبا فراس كان يوما بين يديه في نفر من ندمائه،


[١] انظر «يتيمة الدهر» (١/ ٣٧) طبع دار الكتب العلمية ببيروت ولفظة «وأمراء» زيادة منه وقد نقل المؤلف عن «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٠١- ٤٠٥) و (٢/ ١١٥- ١١٦) .
[٢] في «يتيمة الدهر» و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٠١) : «مشهور بسيادتهم» .
[٣] زيادة من «يتيمة الدهر» و «وفيات الأعيان» .
[٤] في «يتيمة الدهر» و «وفيات الأعيان» : «من شيوخ الشعر» .
[٥] في الأصل والمطبوع: «وإن جفوت» وأثبت ما جاء في «وفيات الأعيان» .
[٦] كذا في الأصل والمطبوع و «وفيات الأعيان» : «رضيت لك» وفي «يتيمة الدهر» (١/ ٥٦) :
«رضيت إليك» .
[٧] في «يتيمة الدهر» و «وفيات الأعيان» : «ولم يك بي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>