للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن غرائب الاتفاق موت هؤلاء الثلاثة في سنة واحدة، وهم في عشر المائة، وأسماؤهم، وآباؤهم واحدة، وهم شيء واحد. قاله في «العبر» [١] .

وفيها ابن العميد الوزير العلّامة، أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الكاتب، وزير ركن الدولة الحسن بن بويه، صاحب الرّيّ، كان آية في التّرسّل والإنشاء، فيلسوفا، متهما برأي الحكماء، حتّى كان ينظّر بالجاحظ، وكان يقال: بدئت الكتابة بعبد الحميد، وختمت بابن العميد. وكان الصاحب إسماعيل بن عبّاد تلميذه وخصيصه وصاحبه، ولذلك قالوا: الصاحب، ثم صار لقبا عليه، وكان الصاحب ابن عبّاد قد سافر إلى بغداد، فلما رجع إليه قال: كيف وجدتها؟ قال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد، وكان ابن العميد سايسا مدبرا للملك، قائما بضبطه، وقصده جماعة من مشاهير الشعراء من البلاد الشاسعة ومدحوه بأحسن المدائح، فمنهم: أبو الطيب، وردّ عليه وهو بأرّجان ومدحه بقصائد، أحدها التي أولها:

باد هواك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى

أرجان أيتها الجياد فإنه ... عزمي الذي يذر الوشيج مكسّرا

لو كنت أفعل ما اشتهيت فعاله ... ما شقّ كوكبك [٢] العجاج الأكدرا

أمّي [٣] أبا الفضل المبرّ أليّتي ... لأيمّمنّ أجلّ بحر جوهرا

أفتى [٤] برؤيته الأنام وحاش لي ... من أن أكون مقصّرا أو مقصرا


[١] (٢/ ٣٢٢- ٣٢٣) .
[٢] في الأصل والمطبوع: «كوكبه» وما أثبتناه من «ديوانه» بشرح العكبري، و «وفيات الأعيان» .
[٣] في الأصل والمطبوع: «إني» والتصحيح من «ديوانه» بشرح العكبري، و «وفيات الأعيان» .
[٤] في الأصل والمطبوع: «أفدى» وما أثبته من «ديوانه» بشرح العكبري، و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>