للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيام أخطر في الصبا ... نشوان مسحوب الإزار

حجي إلى حجر الصّرا ... ة وفي حدائقها اعتماري

ومواطن اللّذات أو ... طاني ودار اللهو داري

لم يبق لي عيش يلذ ... سوى معاقرة العقار

حتّى بألحان قمر ... ت بهن ألحان القماري

وإذا استهل ابن العميد ... تضاءلت ديم القطار

خلق [١] صفت أخلاقه ... صفو السبيك من النضار

فكأنما رفدت موا ... هبه بأمواج البحار

وكأن نشر حديثه ... نشر الخزامى والعرار

وكأننا [٢] مما تفر ... ق راحتاه في نثار [٣]

إن الكبار من الأمو ... ر تنال بالهمم الكبار

فتأخرت صلته [عنه] [٤] فشفع هذه القصيدة بأخرى، وأتبعها برقعة، فلم يزده ابن العميد على الإهمال مع رقة حاله التي ورد عليها إلى بابه، فتوسّل [٥] إلى أن دخل عليه يوم المجلس وهو حفل بأعيان الدولة، ومقدمي أرباب الديوان، فوقف بين يديه، وأشار بيده إليه، وقال: أيها الرئيس، إني لزمتك لزوم الظل، وذللت لك ذل النعل، وأكلت النوى المحرق انتظارا لصلتك، والله ما بي من الحرمان، ولكن شماتة الأعداء، قوم نصحوني


[١] في «وفيات الأعيان» : «خرق» .
[٢] في الأصل: «وكأنما» .
[٣] في الأصل: «في انتشار» وفي المطبوع: «في انثار» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٤] لفظة «عنه» لم ترد في الأصل والمطبوع وأثبتها من «وفيات الأعيان» .
[٥] في الأصل والمطبوع: «فتوصل» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>