[٢] وذلك أنه لما وصلته رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، دعا أبا سفيان، وجماعة من قريش كانوا معه، فحاوره حوارا طويلا، سأله فيه عن جوانب مختلفة من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقواله، وأفعاله، وأذن بعدها لعظماء الروم في دسكرة له بحمص، ثم أمر بأبوابها فغلقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبت ملككم، فتبايعوا هذا النبيّ؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، فوجدوها قد غلقت، فلما رأى هرقل نفرتهم، وأيس من الإيمان قال: ردوهم عليّ. وقال: إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم، فقد رأيت، فسجدوا له، ورضوا عنه، فكان ذلك آخر شأن هرقل، وانظر نص رسالة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وخبر حوار هرقل مع أبي سفيان في «إعلام السائلين» لابن طولون ص (٦٤- ٧٦) بتحقيقي، طبع مؤسسة الرسالة.