للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن قاضي شهبة: كان إماما، وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنّف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب حسن في أصول الفقه، وله «شرح الرسالة» وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر.

وقال النووي في «تهذيبه» [١] : إذا ذكر القفّال الشاشي، فالمراد هذا، وإذا ورد القفّال المروزي فهو الصغير، ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في [كتب] التفسير، والأصول والحديث والكلام، والمروزي يتكرر ذكره في الفقهيات.

ومن تصانيف الشاشي «دلائل النبوة» و «محاسن الشريعة» و «آداب القضاء» جزء كبير، و «تفسير» كبير [٢] . مات في ذي الحجة. انتهى ملخصا.

وقال ابن الأهدل: هو شيخ الشافعية في عصره، كان فقيها محدّثا أصوليا متقنا [٣] ذا طريقة حميدة وتصانيف نافعة، وله شعر جيد، ولم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله. أخذ عن ابن سريج وطبقته، وابن جرير الطبري، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وغيرهم. وأخذ عنه الحاكم أبو عبد الله، وابن مندة، والحليمي، وأبو عبد الرحمن السّلمي، وغيرهم، وهو والد القاسم صاحب «التقريب» [٤] وهو منسوب إلى شاش، مدينة وراء نهر جيحون.

واعلم أن لنا قفّالا غير شاشي، وشاشيا غير قفّال، وثلاثتهم يكنّون


[١] انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (٢/ ٢٨٢) وقد نقل المؤلف عنه بتصرّف، وانظر النقل في «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٢٨٤- ٢٨٥) .
[٢] ومنها كتابه القيّم «جوامع الكلم» الذي جمع فيه طائفة كبيرة من الأحاديث النبوية التي سارت مسار الأمثال بين جماهير المسلمين، وقد من الله عزّ وجل عليّ بتحقيقه والتقديم له والتعليق عليه، وقد شاركني العمل في تحقيقه صديقي الفاضل الأستاذ صلاح الشعّال، وهو قيد الطبع الآن في مكتبة دار العروبة في الكويت.
[٣] في المطبوع: «متفننا» .
[٤] قال اليافعي في «مرآة الجنان» (٢/ ٣٨٢) : وقيل: إنه- يعني الشاشي القفّال- صاحب «كتاب التقريب» لا ولده، وللشك في ذلك يقال: قال صاحب «التقريب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>