للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العالم، ونظر في النجوم وفي الكتاب الذي أنزل على آدم عليه السلام، وولده، ليرد أخنوخ، وهو هرمس، وهو إدريس عليه السلام، وكان الملك في ذلك الوقت محويل بن أخنوخ [١] بن قابيل، وتنبأ إدريس، وهو ابن أربعين سنة، وأراده الملك بسوء، فعصمه الله، وأنزل عليه ثلاثين صحيفة، ودفع إليه أبوه وصية جدّه، والعلوم التي عنده، وولد بمصر، وخرج منها، وطاف الأرض كلها، ورجع فدعا الخلق إلى الله [عزّ وجل] فأجابوه، حتى عمّت ملّته الأرض [٢] ، وكانت ملّته الصابئة، وهي توحيد الله، والطهارة، والصلاة، والصوم، وغير ذلك من رسوم التعبدات. وكان في رحلته إلى المشرق أطاعه جميع ملوكها، وابتنى مائة وأربعين مدينة أصغرها الرّها، ثم عاد إلى مصر، فأطاعه [٣] ملكها وآمن به، فنظر في تدبير أمرها، وكان النّيل يأتيهم سيحا، فينحازون عن سيله إلى أعالي الجبال [٤] والأرض العالية حتّى ينقص، فينزلون ويزرعون حيث [٥] وجدوا الأرض بريّة [٦] ، وكان يأتي في وقت الزراعة وفي غير وقتها، فلما عاد إدريس، جمع أهل مصر، وصعد بهم إلى أوّل مسيل النيل إليها، ودبّر وزن الأرض، ووزن الماء على الأرض، وأمرهم بإصلاح ما أراد [٧] من إصلاح [من خفض] [٨] المرتفع ورفع المنخفض، وغير ذلك مما


[١] كذا في الأصل والمطبوع: «محويل بن أخنوخ» وفي «حسن المحاضرة» (١/ ٣٠) ذكر مرة باسم «محويل بن أخنوخ» كما في كتابنا، ومرة باسم «محويل بن خنوخ» وهو كذلك في «تاريخ الطبري» (١/ ١٦٥) .
[٢] قوله: «ورجع فدعا الخلق إلى الله عزّ وجل، فأجابوه، حتى عمّت ملّته الأرض» لم يرد في «حسن المحاضرة» الذي بين يدي.
[٣] في الأصل والمطبوع: «وأطاعه» وأثبت لفظ «حسن المحاضرة» .
[٤] في «حسن المحاضرة» : «من مساله إلى أعاله الجبل» .
[٥] في «حسن المحاضرة» : «حيثما» .
[٦] في «حسن المحاضرة» ، «نديّة» .
[٧] في «حسن المحاضرة» : «ما أرادوا» .
[٨] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «حسن المحاضرة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>