للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن ست وسبعين سنة. نقل عنه الرافعي استحباب تطويل الركعة الأولى على الثانية، وحكى عنه في باب الدّيات، أنه قال: رأيت صيادا يرمي الصيد على فرسخين.

وكان له ولد اسمه محمد، ويكنى أبا بكر، درس الفقه على أبيه، وسمع الحديث ببلاد كثيرة، وتوفي في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة عن أربع وثلاثين سنة ودفن بداره. انتهى ملخصا.

وفيها أبو عبيد الله [١] المرزباني محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله الكاتب، الأخباري العلّامة المعتزلي، صنّف أخبار المعتزلة وأخبار الشعراء، وغير ذلك، وحدّث عن البغوي [٢] ، وابن دريد، ومات في شوال، وله ثمان وثمانون سنة.

قال ابن خلّكان [٣] : الخراساني الأصل، البغدادي المولد، صاحب التصانيف المشهورة والمجاميع الغريبة، وكان راوية للآداب صاحب أخبار، وتآليفه كثيرة، وكان ثقة في الحديث ومائلا إلى التشيع في المذهب، وهو أول من جمع «ديوان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي» واعتنى به وهو صغير الحجم، يدخل في مقدار ثلاث كراريس، وقد جمعه من بعده جماعات وزادوا فيه أشياء ليست له [٤] ، وشعر يزيد مع قلته في غاية الحسن، ومن لطيف شعره الأبيات العينية التي منها:

إذا رمت من ليلى على البعد نظرة ... تطفّي [٥] جوى بين الحشا والأضالع


[١] في «العبر» : «أبو عبد الله» وهو خطأ فيصحح فيه.
[٢] يعني عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي.
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٥٤- ٣٥٦) .
[٤] قلت: وقد جمع بعض شعره وبعض ما ينسب إليه من الشعر من المعاصرين الدكتور صلاح الدّين المنجد، ونشره في دار الكتاب الجديد ببيروت عام ١٤٠٢ هـ.
[٥] في الأصل والمطبوع: «فتطفي» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» و «شعر يزيد بن معاوية» للمنجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>