للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الكافي» في الرسائل، وكتاب «الأعياد وفضائل النيروز» وكتاب «الإمامة» يذكر فيه فضائل عليّ رضي الله عنه، ويثبت إمامته على من تقدمه، لأنه كان شيعيا، وله غير ذلك، وله رسائل بديعة ونظم جيد، فمنه قوله:

وشادن جماله ... تقصر عنه صفتي

أهوى لتقبيل يدي ... فقلت قبّل شفتي

وله في رقة الخمر:

رقّ الزجاج وراقت الخمر ... فتشابها وتشاكل الأمر

فكأنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمر

وحكى أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي النحوي، أن نوح بن منصور، أحد ملوك بني سامان [١] ، كتب إليه ورقة في السر يستدعيه ليفوّض إليه وزارته وتدبير مملكته، وكان من جملة أعذاره إليه، أنه يحتاج في نقل كتبه خاصة إلى أربعمائة جمل، فما الظن بما يليق بها من التجمل؟! وكان مولده لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة، سنة ست وعشرين وثلاثمائة بإصطخر، وقيل: بالطّالقان، وتوفي ليلة الجمعة رابع عشري صفر بالرّيّ، ثم نقل إلى أصبهان.

ومن أخباره أنه لم يسعد أحد بعد وفاته كما كان في حياته غير الصّاحب، فإنه لما توفي أغلقت له مدينة الرّيّ، واجتمع الناس على باب القصر [٢] ينتظرون خروج جنازته، وحضر مخدومه فخر الدولة وسائر القواد وقد غيّروا لباسهم، فلما خرج نعشه من الباب، صاح الناس بأجمعهم صيحة


اللغة على جزء متوفر.
[١] في الأصل والمطبوع: «ساسان» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» . قال في «القاموس المحيط» (سمن) : والملوك السامانيّة تنسب إلى سامان بن حيّا.
[٢] في «وفيات الأعيان» : «على باب قصره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>