للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النحر، ضعفه الحاكم لتسميعه الكتاب بقوله: من غير أصل.

وقال في «المغني» [١] : غمزه الحاكم، روى «الصحيح» من غير أصل.

انتهى.

وفيها أبو الحسن بن سكّرة، محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي البغدادي، الشاعر المشهور، العبّاسي المفلق، ولا سيّما في المجون والمزاح، وكان هو وابن حجّاج يشبّهان في وقتهما بجرير والفرزدق، ويقال:

إن «ديوان ابن سكّرة» يزيد على خمسين ألف بيت.

قال الثعالبي في ترجمته [٢] : هو شاعر متسع الباع، في أنواع الإبداع، فائق في قول الظرف والملح [٣] ، على الفحول والأفراد، جار في ميدان المجون والسخف ما أراد، وكان يقال: إن زمانا جاد بمثل ابن سكّرة، وابن حجّاج لسخيّ جدا.

ومن بديع تشبيهه ما قاله في غلام في يده غصن مزهر:

غصن بان بدا وفي اليد منه ... غصن فيه لؤلؤ منظوم

فتحيّرت بين غصنين في ذا ... قمر طالع وفي ذا نجوم

وله في غلام أعرج:

قالوا بليت بأعرج فأجبتهم ... العيب يحدث في غصون البان

إني أحب حديثه وأريده ... للنوم لا للجري في الميدان

وله أيضا:

أنا والله هالك ... آيس من سلامتي

أو أرى القامة التي ... قد أقامت قيامتي


[١] (٢/ ٥٤٥) .
[٢] انظر «يتيمة الدهر» (٣/ ٣- ٣٤) .
[٣] في «يتيمة الدهر» : «الملح والظرف» .

<<  <  ج: ص:  >  >>