للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله:

قيل ما أعددت للبر ... د فقد جاء بشدّه

قلت دراعة عري ... تحتها جبة رعده

وله البيتان اللذان ذكرهما الحريري في مقاماته [١] وهما:

جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا

كنّ وكيسّ وكانون وكاس طلا ... بعد [٢] الكباب وكس ناعم وكسا

ومحاسن شعره كثيرة، وتوفي يوم الأربعاء حادي عشر شهر ربيع الآخر.

وفيها الفقيه العلّامة الورع الزاهد الخاشع البكّاء المتواضع أبو بكر الأودني- بالضم وفتح المهملة والنون، نسبة إلى أودنة، قرية من قرى بخارى- شيخ الشافعية ببخارى وما وراء النهر، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد بن بصير [٣] ، كان علّامة زاهدا، ورعا خاشعا، ومن غرائب وجوهه في المذهب، أن الربا حرام في كل شيء، فلا يجوز بيع شيء بجنسه. روى عن الهيثم بن كليب الشّاشي، وطائفة، ومات في شهر ربيع الآخر، وقد دخل في سن الشيخوخة، ومن تلامذته المستغفري.

قال ابن قاضي شهبة: قال الحاكم: كان من أزهد الفقهاء، وأورعهم، وأعبدهم، وأبكاهم على تقصيره، وأشدهم تواضعا وإنابة.

وقال الإمام في «النهاية» [٤] : وكان من دأبه أن يضنّ بالفقه على من لا


[١] انظر «مقامات الحريري» ص (٢٥٧) طبعة البابي الحلبي.
[٢] في الأصل والمطبوع: «مع» والتصحيح من «مقامات الحريري» و «وفيات الأعيان» مصدر المؤلف.
[٣] في الأصل والمطبوع و «العبر» : «ابن نصير» وهو تصحيف، والتصحيح من «الإكمال» (١/ ٣٢٠) و «الأنساب» (١/ ٣٨٠) و «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٤٦٥) .
[٤] هو «نهاية المطلب في دراية المذهب» للجويني. انظر «كشف الظنون» (٢/ ١٩٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>