للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو طالب صاحب «القوت» [١] محمد [بن علي] بن عطية الحارثي العجمي ثم المكّي. نشأ بمكة، وتزهد، وسلك، ولقي الصوفية، وصنّف، ووعظ، وكان صاحب رياضة ومجاهدة، وكان على نحلة أبي الحسن بن سالم البصري، شيخ السالمية. روى عن علي بن أحمد المصّيصي وغيره. قاله في «العبر» [٢] .

وقال ابن خلّكان [٣] : أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي، صاحب كتاب «قوت القلوب» كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، ويتكلم في الجامع، وله مصنفات في التوحيد، [و] لم يكن من أهل مكة، وإنما كان من أهل الجبل، وسكن مكّة، فنسب إليها، وكان يستعمل الرياضة كثيرا، حتّى قيل: إنه هجر الطعام زمانا، واقتصر على أكل الحشائش المباحة، فاخضرّ جلده من كثرة تناولها.

ولقي جماعة من المشايخ في الحديث، وعلم الطريقة وأخذ عنهم، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته، وقدم بغداد، فوعظ الناس، وخلّط في كلامه فهجروه وتركوه.

قال محمد بن طاهر المقدسي في كتاب «الأنساب» [٤] : إن أبا طالب المكّي لما دخل بغداد واجتمع الناس عليه في مجلس الوعظ، خلّط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضرّ من الخالق، فبدّعه الناس [٥] وهجروه، وامتنع من الكلام بعد ذلك.


[١] واسمه الكامل «قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد» .
انظر «كشف الظنون» (٢/ ١٣٦١) .
[٢] (٣/ ٣٥- ٣٦) وما بين حاصرتين مستدرك ومنه ومن «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٥٣٦) .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٠٣) .
[٤] انظر «الأنساب المتفقة» ص (١٥٣- ١٥٤) .
[٥] تحرّفت في الأصل والمطبوع إلى: «فبعده الناس» والتصحيح من «وفيات الأعيان» و «الأنساب المتفقة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>