للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله كتب في التوحيد، وتوفي سادس جمادى الآخرة ببغداد، ودفن بمقبرة الملكية بالجانب الشرقي، وقبره هناك يزار، رحمه الله. انتهى بحروفه.

وفيها العزيز بالله، أبو منصور، نزار بن المعزّ [بالله] معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بالله محمد بن المهدي العبيدي الباطني، صاحب مصر [والمغرب] [١] ، والشام، وولي الأمر بعد أبيه، وعاش العزيز اثنتين وأربعين سنة، وكان شجاعا، جوادا، حليما، وكان أسمر، أصهب، أعين، أشهل، حسن الخلق، قريبا من الناس، لا يحب سفك الدّماء، له أدب وشعر، وكان مغرى بالصيد، وقام بعده ابنه الحاكم.

وهو الذي اختطّ جامع مصر القاهرة، وبنى قصر البحر، وقصر الذهب، وجامع القرافة.

قيل: إنه كتب إلى صاحب الأندلس المرواني، يهجوه ويذم نسبه، فكتب إليه المرواني: عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك وأجبناك [٢] والسلام. فاشتد ذلك عليه وأفحمه، لأن أكثر الناس لا يسلمون للعبيديين نسبتهم إلى أهل البيت.

ووجد العزيز يوما رقعة على منبر الخطبة فيها:

إنّا سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر بالجامع

إن كنت فيما تدّعي صادقا ... فاذكر [٣] أبا بعد الأب الرابع

وإن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع [٤]


[١] زيادة من «العبر» مصدر المؤلف.
[٢] في «وفيات الأعيان» : «ولو عرفناك لأجبناك» .
[٣] في الأصل والمطبوع: «فانسب» وهو سبق عين من المؤلف والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٥/ ٣٧٣) .
[٤] في الأصل والمطبوع: «كالطابع» وهو خطأ والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>