للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابن حجّاج الأديب، أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجّاج البغدادي الشّيعي المحتسب، الشاعر المشهور، ذو المجون، والخلاعة والسخف في شعره. كان فرد زمانه في فنه، فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه، وسلامة شعره من التكلف، ويقال:

إنه في الشعر في درجة امرئ القيس، وأنه لم يكن بينهما مثلهما، لأن كل واحد منهما مخترع طريقة.

وله ديوان كبير، يبلغ عشر مجلدات، الغالب عليه الهزل، والمجون، والهجو والرفث [١] .

وكان شيعيا غاليا. انتهى [٢] .

ومن جيد شعره وجدّه:

يا صاحبيّ استيقظا من رقدة ... تزري على عقل اللّبيب الأكيس

هذي المجرة والنّجوم كأنها ... نهر تدفق في حديقة نرجس

وأرى الصّبا قد غلّست بنسيمها ... فعلام شرب الراح غير مغلّس

قوما اسقياني قهوة روميّة ... من عهد قيصر دنّها لم يمسس

صرفا تضيف إذا تسلّط حكمها ... موت العقول إلى حياة الأنفس [٣]

ومن شعره أيضا:

قال قوم لزمت حضرة أحمد [٤] ... وتجنّبت سائر الرّؤساء


[١] في «العبر» (٣/ ٥٢) : «وديوانه في عدة مجلدات، عامته في الغزل، والمجون، والهجو، والرفث» وفي «وفيات الأعيان» (٢/ ١٦٨) : «وديوانه كبير، أكثر ما يوجد في عشر مجلدات، والغالب عليه الهزل» وقد لفق المؤلف الخبر منهما.
[٢] يعني انتهى نقل المؤلف عن «العبر» .
[٣] الأبيات في «وفيات الأعيان» (٢/ ١٦٩) .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «حضرة حمد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>