للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت ما قاله الذي أحرز المع ... نى قديما قبلي من الشعراء

يسقط الطير حيث يلتقط الحبّ ... ويغشى منازل الكرماء [١]

وهذا البيت الثالث لبشار بن برد.

وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة بالنّيل وحمل إلى بغداد ودفن عند مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه، وكان أوصى أن يدفن عند رجليه، و [أن] يكتب على قبره: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ١٨: ١٨ [الكهف: ١٨] ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام، فسأله عن حاله فأنشد:

أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي

لم يرض مولاي على ... سبّي لأصحاب النّبي [٢]

ورثاه الشريف الرضي بقصيدة من جملتها:

نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى النّاعيان

رضيع ولاء له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللّبان

وما كنت أحسب أنّ الزمان ... يفلّ مضارب ذاك اللّسان

بكيتك للشّرّد السّائرا ... ت تعبق [٣] ألفاظها بالمعاني

ليبك الزمان طويلا عليك ... فقد كنت خفّة روح الزّمان [٤]


[١] البيتان في «وفيات الأعيان» (٢/ ١٧٠) .
[٢] البيتان في «وفيات الأعيان» (٢/ ١٧١) .
[٣] في الأصل والمطبوع و «وفيات الأعيان» : «تعنق» وأثبت لفظ «الديوان» .
[٤] الأبيات في «ديوان الشريف الرضي» (٢/ ٤٤١- ٤٤٢) طبع دار صادر و «وفيات الأعيان» (٢/ ١٧١) ورواية البيت الأول في «ديوانه» :
نعوه على ضن قلبي به ... فلله ماذا نعى الناعيان
ورواية البيت الثالث فيه:
وما كنت أحسب أن المنون ... تفلّ مضارب ذاك اللسان

<<  <  ج: ص:  >  >>