للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنّيل التي مات بها على وزن نهر مصر، بلدة على الفرات، بين بغداد والكوفة، خرج منها جماعة من العلماء، والأصل فيه نهر حفره الحجّاج بن يوسف في هذا المكان، آخذ من الفرات [١] ، وسمّاه باسم نيل مصر، وعليه قرى كثيرة.

وفيها أبو الحسن الجزري، عبد العزيز بن أحمد الفقيه، إمام أهل الظاهر في عصره. أخذ عن القاضي بشر بن الحسين، وقدم من شيراز في صحبة الملك عضد الدولة، فاشتغل عليه فقهاء بغداد.

قال أبو عبد الله الصّيمري: ما رأيت فقيها أنظر منه، ومن أبي حامد الإسفراييني الشافعي.

وفيها أبو القاسم عيسى بن الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغدادي، الكاتب المنشئ. ولد سنة اثنتين وثلاثمائة، وتوفي في أول ربيع الأول.

قال ابن أبي الفوارس: كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة.

وقال في «العبر» [٢] : روى عن البغوي وطبقته، وله أمال سمعنا منها.

انتهى.

وفيها حسام الدّولة، مقلّد بن المسيّب بن رافع العقيلي، صاحب الموصل، تملّكها بعد أخيه أبي الذّوّاد، فكانت مدة الأخوين إحدى عشرة سنة [٣] ، وقد بعث القادر إلى مقلّد خلع السلطنة، واستخدم هو نحو ثلاثة آلاف من التّرك والدّيلم، ودانت له عرب خفاجة، وله شعر حسن، وهو رافضيّ،


[١] في «وفيات الأعيان» : «ومخرجه من الفرات» .
[٢] (٣/ ٣٥) وقد نقل المؤلف الترجمة كلها عنه.
[٣] في «العبر» : «فإحدى عشره سنة» وقد سقطت جملة «كانت مدة الأخوين» منه فتستدرك فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>