للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن قاضي شهبة: كان ماهرا في العربية، وتفقه به جماعة، منهم:

أبو الطيب، والماوردي.

قال الخطيب [١] : كان من أفقه أهل وقته في المذهب، بليغ العبارة، يعمل الخطب، ويكتب الكتب الطويلة من غير روية.

وقال الشيخ أبو إسحاق [٢] : كان فقيها، أديبا، شاعرا، مترسلا، كريما، درّس ببغداد بعد الدّاركي، وتوفي في المحرم. انتهى ملخصا.

وفيها الببّغاء، الشاعر المشهور، أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النّصيبيني، مدح سيف الدولة والكبار، ولقبوه بالببّغاء لفصاحته، وقيل: للثغة في لسانه.

ذكره الثعالبي في «يتيمة الدهر» [٣] وقال: هو من أهل نصيبين، وبالغ في الثناء عليه وذكر جملة من رسائله ونظمه.

ومن شعره:

يا سادتي هذه روحي تودّعكم ... إذ كان لا الصّبر يسليها ولا الجزع

قد كنت أطمع في روح [٤] الحياة لها ... والآن إذ بنتم لم يبق لي طمع

لا عذّب الله روحي بالبقاء فما ... أظنّها بعدكم بالعيش تنتفع

وله أيضا:

ومهفهف لما اكتست وجناته ... خلع الملاحة طرّزت بعذاره

لما انتصرت عي أليم جفائه ... بالقلب كان القلب من أنصاره


[١] انظر «تاريخ بغداد» (١٠/ ١٣٩) وقد نقل المؤلف كلامه باختصار.
[٢] انظر «طبقات الفقهاء» للشيرازي ص (١٢٣) .
[٣] (١/ ٢٩٣) طبع دار الكتب العلمية ببيروت، والمؤلف ينقل عن «وفيات الأعيان» (٣/ ١٩٩- ٢٠٢) .
[٤] في الأصل والمطبوع: «في روحي» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>