للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كملت محاسن وجهه فكأنما اق ... تبس الهلال النور من أنواره

وإذا ألحّ القلب في هجرانه ... قال الهوى لا بدّ منه فداره

وله وهو معنى بديع:

وكأنما نقشت حوافر خيله ... للناظرين أهلّة في الجلمد

وكأن طرف الشّمس مطروف وقد ... جعل الغبار له مكان الإثمد

وأكثر شعر الببّغاء جيد، ومقاصده فيه جميلة، وكان قد خدم سيف الدولة ابن حمدان مدة، وبعد وفاته تنقل في البلاد، وتوفي يوم السبت سلخ شعبان.

وقال الخطيب في «تاريخه» [١] : توفي ليلة السبت سابع عشري شعبان.

وقال الثعالبي [٢] : سمعت الأمير أبا الفضل الميكالي يقول عند صدوره من الحج وحصوله ببغداد سنة تسعين وثلاثمائة: رأيت بها أبا الفرج الببّغاء شيخا عالي السن، متطاول الأمد، قد أخذت الأيام من جسمه وقوته، ولم تأخذ من ظرفه وأدبه. انتهى.

والببّغاء: بفتح الباء الأولى، وتشديد الثانية، وفتح الغين المعجمة، وبعدها ألف.

ووجد بخط أبي الفتح بن جنّي النحوي: الففغاء، بفاءين، والله أعلم.

وفيها أبو القاسم بن الصيدلاني، نسبة إلى بيع الأدوية والعقاقير، عبد الله بن أحمد بن علي. روى مجلسين عن ابن صاعد، وهو آخر الثقات من أصحابه، وروى عن جماعة، وتوفي في رجب ببغداد.


[١] انظر «تاريخ بغداد» (١١/ ١٢) .
[٢] انظر «يتيمة الدهر» (١/ ٢٩٣) وقد نقل المؤلف كلامه بتصرّف.

<<  <  ج: ص:  >  >>