للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعفر البصري المالكي الأصولي، المتكلم صاحب المصنّفات، وأوحد وقته في فنه. روى عن أبي بكر القطيعي، وأخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري، وكانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة.

قال الخطيب [١] : كان ورده في الليل [٢] عشرين ترويحة في الحضر والسفر [٣] ، فإذا فرغ منها كتب خمسا وثلاثين ورقة من تصنيفه. قاله في «العبر» .

وقال ابن الأهدل: سيف السّنّة، القاضي أبو بكر محمد بن الطيب، المشهور بابن [٤] الباقلّاني الأصولي الأشعري المالكي، مجدد الدّين على رأس المائة الرابعة على الصحيح، وقيل: جدد بأبي سهل الصّعلوكي. صنّف ابن الباقلّاني تصانيف واسعة في الرد على الفرق الضالّة.

حكي أن ابن المعلّم متكلّم الرافضة قال لأصحابه- يوما وقد أقبل ابن الباقلاني-: جاءكم الشيطان، فلما جلس ابن الباقلّاني قال: قال الله تعالى:

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ١٩: ٨٣ [مريم: ٨٣] .

وكان ورعا لم تحفظ عنه زلّة ولا نقيصة، وكان باطنه معمورا بالعبادة، والديانة، والصيانة.

وقال الطائي: رأيته في النوم بعد موته وعليه ثياب حسنة في رياض خضرة نضرة، وسمعته يقرأ: في عِيشَةٍ راضِيَةٍ في جَنَّةٍ عالِيَةٍ ٦٩: ٢١- ٢٢ [الحاقة:

٢١- ٢٢] ورأيت قبل ذلك حسن حالهم، فقلت: من أين جئتم؟ فقالوا: من الجنّة من زيارة القاضي أبي بكر. انتهى ملخصا.

وقال ابن تيمية: القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب الباقلّاني


[١] انظر «تاريخ بغداد» (٥/ ٣٨٠) .
[٢] كذا في «آ» و «ط» : «في الليل» وفي «تاريخ بغداد» : «في كل ليلة» .
[٣] عبارة الخطيب البغدادي في «تاريخه» (٥/ ٣٨٠) : «ما يتركها في حضر ولا سفر» . (ع) .
[٤] قوله: «المشهور بابن» سقط من «آ» وأثبته من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>