للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّازي، وسمع من أبي بكر الشافعي.

قال البرقاني: سمعته يقول: ديننا دين العجائز، ولسنا من الكلام في شيء.

وقال القاضي الصّيمري: ما شاهد الناس مثل شيخنا أبي بكر الخوارزمي في حسن الفتوى وحسن التدريس، دعي إلى القضاء مرة [١] فامتنع، وتوفي في جمادى الأولى. قاله في «العبر» .

وفيها أبو رماد الرّمادي شاعر الأندلس يوسف بن هارون القرطبي الكندي [٢] الأديب. أخذ عن أبي علي القالي وغيره. وكان فقيرا معدما، ومنهم من يلقبه بأبي حنيش [٣] .

قال الحميدي في كتاب «جذوة المقتبس» [٤] : أظن أحد آبائه كان من أهل رمادة، موضع بالمغرب، وهو شاعر قرطبي كثير الشعر، سريع القول، مشهور عند الخاصّة والعامّة هنالك لسلوكه في فنون كثيرة من المنظوم مسالك. نفق عند الكل، حتّى كان كثير من شيوخ الأدب في وقته يقولون:

فتح الشعر بكندة، وختم بكندة، يعنون امرأ القيس، ويوسف بن هارون، والمتنبي، وكانا متعاصرين، وصنّف كتابا في الطير، وسجن مدة.

ومدح أبا [عليّ] إسماعيل [بن القاسم] القالي عند دخوله الأندلس في سنة ثلاثين وثلاثمائة بقصيدة طنّانة منها:


[١] في «العبر» : «مرارا» .
[٢] انظر «العبر (٣/ ٨٩) وقد كنّي في معظم المصادر الأخرى بأبي عمر، وانظر ما قاله الأستاذ الدكتور رضوان الداية في تعليقه على «رايات المبرزين وغايات المميزين» لأبي الحسن علي ابن موسى بن سعيد الأندلسي ص (١٣٥) طبع دار طلاس بدمشق.
[٣] وجاء في تعليق الأستاذ الدكتور رضوان الداية على «رايات المبرزين» : «جنيش» (بالجيم) الرّماد.
[٤] ص (٣٦٩- ٣٧٣) وقد نقل المؤلف عن «وفيات الأعيان» (٧/ ٢٢٥- ٢٢٧) بتصرّف وما بين حاصرتين في النقل زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>