للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عند الأمير نوح السّاماني صاحب خراسان في مرضه، فأحضره وعالجه حتّى برئ، واتصل به وقرب منه، ودخل إلى [١] دار كتبه، وكانت عديمة المثل، فيها من كل فنّ [من] الكتب المشهورة بأيدي النّاس [وغيرها مما لا يوجد في سواها، ولا سمع باسمه فضلا عن معرفته، فظفر أبو علي فيها بكتب من علم الأوائل] [٢] وغيرها، وحصّل نحب فرائدها، وأطّلع على أكثر علومها، واتفق بعد ذلك احتراق تلك الخزانة، فتفرّد أبو علي بما حصّله من علومها، وكان يقال: إن أبا علي توصل إلى إحراقها ليتفرّد أبو علي بما حصّله من علومها، وكان يقال: إن أبا علي توصل إلى إحرافها ليتفرّد بمعرفة ما حصّله منها وينسبه إلى نفسه.

ولم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره إلّا وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها التي عاناها، وتوفي أبوه وسنّ أبي عليّ اثنتان وعشرون سنة، وكان يتصرف هو ووالده في الأحوال ويتقلدون للسلطان الأعمال.

وسار إلى همذان، وتولى الوزارة لشمس الدولة، ثم تشوش العسكر عليه، فأغاروا على داره ونهبوها وقبضوا عليه، وسألوا شمس، الدولة قتله، فامتنع، ثم أطلق، فتوارى، ثم مرض شمس الدولة بالقولنج، فأحضره لمداواته، وأعاده وزيرا، ثم مات شمس الدولة، وتولى تاج الدولة، فلم يستوزره، فتوجه إلى أصبهان، وبها علاء الدولة بن كاكويه [٣] فأحسن إليه.

وكان أبو علي قويّ المزاج، وتغلب عليه قوة الجماع، حتّى أنهكته ملازمته وأضعفته، ولم يكن يداوي مزاجه، فعرض له قولنج، فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرّات، فقرح بعض أمعائه، وظهر له سحج، واتفق سفره مع علاء الدولة، فحدث له الصرع الحادث عقيب القولنج، فأمر باتخاذ دانقين


[١] لفظة «إلى» لم ترد في «ط» .
[٢] ما بين حاصرتين سقط من «آ» و «ط» واستدركته من «وفيات الأعيان» .
[٣] في «آ» : «ابن باكويه» وأثبت لفظ «ط» و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>