للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت ابن سينا يداوي [١] الرّجال ... وفي السّجن مات أخسّ الممات

فلم يشف ما نابه بالشّفا ... ولم ينج من موته بالنجاة

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وقال ابن الأهدل: قال اليافعي [٢] : طالعت كتابه «الشفا» وما أجدره بقلب الفاء قافا، لاشتماله على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين، والله أعلم بخاتمته وصحة توبته، وقد كفّره الغزالي في كتابه «المنقذ من الضلال» [٣] .

وقال ابن الصلاح: لم يكن من علماء الإسلام، بل كان شيطانا من شياطين الإنس. وأثنى عليه ابن خلّكان. انتهى كلام ابن الأهدل أيضا.

وقد تقدم ذكره مع ترجمة الفارابي [٤] فليراجع.

وفيها ذو القرنين، أبو المطاع المطاع بن الحسن بن عبد الله بن حمدان [٥] وجيه الدولة بن ناصر الدولة الموصلي، الأديب الشاعر الأمير. ولّي إمرة دمشق سنة إحدى وأربعمائة، وعزل بعد أشهر من جهة الحاكم، ثم وليها لابنه الظاهر سنة اثنتي عشرة وعزل، ثم وليها ثالثة سنة خمس عشرة، فبقي إلى سنة تسع عشرة، وله شعر فائق منه قوله:

إني لأحسد «لا» في أسطر الصّحف ... إذا رأيت عناق [٦] اللام للألف

وما أظنّهما طال اعتناقهما ... إلّا لما لقيا من شدّة الشّغف


[١] في «وفيات الأعيان» : «يعادي» .
[٢] انظر «مرآة الجنان» (٣/ ٥١) وقد تصرف ابن الأهدل في النقل عنه.
[٣] انظر ص (٤٧) من طبعته الصادرة عن الدار التونسية للنشر، والمؤسسة الوطنية للكتاب في الجزائر بتحقيق الأستاذ عبد الكريم المرّاق.
[٤] انظر المجلد الرابع ص (٢١٤) وحوادث سنة (٣٣٩) .
[٥] كذا في «آ» و «ط» : «أبو المطاع المطاع بن الحسن بن عبد الله بن حمدان» ، وفي «العبر» :
«أبو المطاع بن الحسن» وفي «وفيات الأعيان» (٢/ ٢٧٩) و «النجوم الزاهرة» (٥/ ٢٧) : «أبو المطاع الحسن بن عبد الله بن حمدان» .
[٦] كذا في «آ» و «ط» و «غربال الزمان» ص (٣٥٤) وفي «وفيات الأعيان» و «مرآة الجنان» (٣/ ٥١) «اعتناق» .

<<  <  ج: ص:  >  >>