للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأظنّها نسيت عهودا بالحمى ... ومنازلا بفراقها لم تقنع

حتّى إذا اتّصلت بهاء هبوطها ... من ميم مركزها بذات الأجرع

علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت ... بين المعالم والطلول الخضّع

تبكي وقد ذكرت عهودا بالحمى ... بمدامع تهمي ولم تتقطع [١]

حتّى إذا قرب المسير إلى الحمى ... ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع

وغدت تغرّد فوق ذروة شاهق ... والعلم يرفع كلّ من لم يرفع

وتعود عالمة بكل خفية ... في العالمين فخرقها لم يرقع

فهبوطها إذا كان ضربة لازم ... لتكون سامعة لما لم تسمع

فلأي شيء أهبطت من شاهق ... سام إلى قعر الحضيض الأوضع

إن كان أهبطها الإله لحكمة ... طويت عن الفطن اللّبيب الأروع

إذا عاقها الشّرك الكثيف فصدّها ... قفص عن الأوج الفسح الأربع

فكأنها برق تألّق بالحمى ... ثم انطفى [٢] فكأنّه لم يلمع

ومن المنسوب إليه قوله:

اجعل غذاءك كلّ يوم مرة ... واحذر طعاما قبل هضم طعام

واحفظ منيّك ما استطعت فإنه ... ماء الحياة يراق في الأرحام

وفضائله كثيرة مشهورة.

وكانت ولادته في سنة سبعين وثلاثمائة، في شهر صفر، وتوفي بهمذان يوم الجمعة من شهر رمضان، ودفن بها، وكان الشيخ كمال الدّين بن يونس رحمه الله يقول: إن مخدومه سخط عليه واعتقله، فمات في السجن، وكان يقول:


[١] رواية البيت في «وفيات الأعيان» و «غربال الزمان» ص (٣٥٣) :
تبكي وقد نسيت عهودا بالحمى ... بمدامع تهمي ولمّا تقلع
[٢] في «وفيات الأعيان» و «غربال الزمان» : «ثم انطوى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>