للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي ليلة الجمعة ثالث، وقيل: ثاني شهر ربيع الأول، وقيل: ثالث عشرة، وبلغني أنه أوصى أن يكتب على قبره:

هذا جناه أبي عليّ ... وما جنيت على أحد

وهو أيضا متعلق باعتقاد الحكماء، فإنهم يقولون إيجاد الولد وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه، لأنه يتعرّض للحوادث والآفات.

وكان مرضه ثلاثة أيام، ومات في اليوم الرابع، ولم يكن عنده غير بني عمه، فقال لهم في اليوم الثالث: اكتبوا عنّي، فتناولوا الدّواة [١] والأقلام، فأملى عليهم غير الصواب، فقال القاضي أبو محمد [٢] التّنوخي: أحسن الله عزاءكم في الشيخ، فإنه ميت، فمات ثاني يوم.

والمعرّيّ: نسبة إلى معرّة النّعمان، بلدة صغيرة بالشام، بالقرب من حماة، وشيزر، وهي منسوبة إلى النّعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه.

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وقال ابن الأهدل: حضر مرة مجلس الشريف المرتضى ببغداد، وكان الشريف يغضّ من المتنبي، والمعرّي يثني عليه، فقال المعرّيّ: لو لم يكن من شعره إلّا قوله:

لك يا منازل في القلوب منازل [٣]

لكفاه، فأمر الشريف بإخراجه، وقال: ما أراد القصيدة، فإنها ليست من غرر قصائده، وإنما أراد البيت فيها وهو قوله:


[١] في «وفيات الأعيان» : «الدّويّ» وهي جمع «الدواة» .
[٢] في «آ» : «القاضي محمد» وهو خطأ، وأثبت لفظ «ط» وهو الصواب.
[٣] صدر بيت في «ديوان المتنبي» بشرح العكبري (٣/ ٢٤٩) من قصيدة مدح بها القاضي أحمد بن عبد الله الأنطاكي، وعجزه:
............ أقفرت أنت وهنّ منك أواهل

<<  <  ج: ص:  >  >>