للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالي الهمّة، محبّا للعلماء، جوادا، ممدّحا، أصيلا في الإمرة، حسن الديانة، حمل أهل مملكته على الاشتغال بمذهب مالك، وخلع طاعة العبيديين في أثناء أيامه، وخطب لخليفة العراق، فجهز المستنصر لحربه جيشا، وطال حربهم له، وخربوا حصون برقة، وإفريقية، وتوفي في شعبان بالبرص، وله ست وخمسون سنة. قاله في «العبر» [١] .

وقال ابن خلّكان [٢] : كان واسطة عقد أهل [٣] بيته، وكانت حضرته محط الآمال، وكان مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه بإفريقية أظهر المذاهب، فحمل المعزّ المذكور جميع أهل إفريقية [٤] والمغرب على التمسك بمذهب مالك بن أنس رضي الله عنه، وحسم مادة الخلاف في المذاهب، واستمر الحال في ذلك إلى الآن.

وكان المعزّ يوما جالسا في مجلسه وعنده جماعة من الأدباء، وبين يديه أترجة ذات أصابع، فأمرهم المعز أن يعملوا فيها شيئا، فعمل أبو الحسن بن رشيق القيرواني الشاعر المشهور بيتين:

أترجة سبطة الأطراف ناعمة ... تلقى العيون بحسن غير منحوس

كأنما بسطت كفّا لخالقها ... تدعو بطول بقاء لابن باديس

انتهى ملخصا.


[١] (٣/ ٢٣٦) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٥/ ٢٣٣) .
[٣] لفظة «أهل» لم ترد في «وفيات الأعيان» .
[٤] لفظة «إفريقية» هذه لم ترد في «ط» و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>