للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو حفص الزّهراوي، عمر بن عبيد الله الذّهلي القرطبي، محدّث الأندلس، مع ابن عبد البرّ، توفي في صفر، عن ثلاث وتسعين سنة. روى عن عبد الوارث بن سفيان، وأبي محمد بن أسد، والكبار، ولحقته في آخر عمره فاقة، فكان يستعطي، وتغيّر ذهنه.

وفيها القضاعي، القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون المصري، الفقيه الشافعي، قاضي الدّيار المصرية، ومصنّف كتاب «الشهاب» [١] وكتاب «مناقب الإمام الشافعي وأخباره» وكتاب «الإنباء عن الأنبياء» و «تواريخ الخلفاء» وكتاب «خطط مصر» .

قال ابن ماكولا [٢] : كان متفنّنا في عدة علوم، لم أر بمصر من يجري مجراه.

وقال في «العبر» [٣] : روى عن أبي مسلم الكاتب فمن بعده، وذكر السمعاني في «الذيل» في ترجمة الخطيب البغدادي، أنه حجّ سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وحجّ تلك السنة القضاعي المذكور، وسمع منه الحديث. انتهى، وتوفي بمصر في ذي الحجة، وصلّي عليه يوم جمعة بعد العصر.

وفيها المعزّ بن باديس بن منصور بن بلكّين الحميري الصنهاجي، صاحب المغرب، وكان الحاكم العبيدي قد لقّبه شرف الدولة، وأرسل له الخلعة والتقليد، في سنة سبع وأربعمائة، وله تسعة أعوام، وكان ملكا جليلا


[١] واسمه كما في «كشف الظنون» (٢/ ١٠٦٧) «شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب» وقد نشر في مؤسسة الرسالة ببيروت عام (١٤٠٥ هـ) باسم «مسند الشهاب» في مجلدين وقام بتحقيقه وتخريج أحاديثه الأستاذ الشيخ حمدي عبد المجيد السّلفي.
[٢] انظر «الإكمال» (٧/ ١٤٧) وقد نقل المؤلف كلامه عن «العبر» للذهبي الذي نقله عنه باختصار.
[٣] (٣/ ٢٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>