للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقده وعيوبه» وكتاب «الأنموذج» والرسائل الفائقة، والنظم الجيد.

قال ابن بسام في كتاب «الذخيرة» [١] : بلغني أنه ولد بالمسيلة، وتأدب بها قليلا، ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست وأربعمائة.

وقال غيره: ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة، وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد، وكانت صنعة أبيه في بلده المحمدية الصياغة، فعلّمه أبوه صنعته، وقرأ الأدب بالمحمدية، وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيّد منه، وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى القيروان، واشتهر بها، ومدح صاحبها، واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن هاجم [٢] العرب القيروان، وقتلوا أهلها، وأخربوها، فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بها إلى أن مات، ومات في هذه السنة، وقيل: سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وهو الأصح [٣] ، ومن شعره:

أحبّ أخي وإن أعرضت عنه ... وقلّ على مسامعه كلامي

ولي في وجهه تقطيب راض ... كما قطّبت في وجه المدام

وربّ تقطّب من غير بغض ... وبغضّ كان من تحت ابتسام

ومن شعره:

يا ربّ لا أقوى على دفع الأذى ... وبك استعنت [٤] على الضعيف الموذي

مالي بعثت إليّ ألف بعوضة ... وبعثت واحدة إلى نمروذ؟

ومن شعره ما حكاه ابن بسام:

أسلمني حبّ سليمانكم ... إلى هوى أيسره القتل


[١] انظر «الذخيرة» في محاسن أهل الجزيرة» لابن بسام القسم الرابع، المجلد الثاني، ص (٥٩٧) .
[٢] في «آ» و «ط» : «وهجم» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٣] في «آ» : «على الأصح» وأثبت لفظ «ط» .
[٤] في «الذخيرة» : «استغثت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>