للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكذا يجازى ودّ كل قرين ... أم هذه شيم الظباء العين

قصّوا عليّ حديث من قتل الهوى ... إن التأسّي روح كلّ حزين

ولئن كتمتم مشفقين لقد درى ... بمصارع العذريّ والمجنون

ومنها:

ووراء ذيّاك المقبّل مورد ... حصباؤه من لؤلؤ مكنون

إما بيوت النحل بين شفاههم ... منضودة أو حانة الزرجون

ومنها:

وخشيت من قلبي الفرار إليهم [١] ... حتّى لقد طالبته بضمين

ومنها:

يا عين مثل قذاك رأية معشر ... عار على دنياهم والدّين

لم يشبهوا الإنسان إلّا أنهم ... متكونون من الحما المسنون

نجس العيون فإن رأتهم مقلتي ... طهرتها ونزحت ماء جفوني

أنا إن هم حسبوا الذخائر دونهم ... وهم إذا عدّوا الفضائل دوني

لا يشمت الحسّاد أن مطامعي ... عادت إليّ بصفقة المغبون

لا يستدير البدر إلا بعد ما ... أبصرته في الغيم [٢] كالعرجون

فإذا عميد الملك حلّى ربعه ... ظفرا بفأل الطائر الميمون

وهي طويلة طنّانة آخرها:

شهدت علاه أن عنصر ذاته ... مسلك وعنصر غيره من طين

ولما قام بالمملكة ألب أرسلان أقرّه على حاله وزاد في إكرامه ورتبته، ثم إنه سيّره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته، فأرجف أعداؤه أنه خطبها لنفسه، وشاع ذلك بين الناس، فبلغ عميد الملك الخبر، فخاف تغيّر قلب


[١] في «آ» و «ط» : «عليهم» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٢] في «آ» : «في الضيم» وفي «وفيات الأعيان» : «في الضمر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>