للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول وزير كان لهذه الدولة، ولو لم تكن له منقبة إلّا صحبة إمام الحرمين أبي المعالي الشافعي على ما ذكره ابن السمعاني في ترجمة أبي المعالي المذكور في كتاب «الذيل» فإنه قال بعد الإطناب في وصف إمام الحرمين وذكر تنقله في البلاد. ثم قال: وخرج إلى بغداد، وصحب العميد الكندري أبا نصر مدة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم [وتحنك بهم] ، حتى تهذب في النظر وشاع ذكره.

قال ابن خلّكان: وهذا خلاف ما ذكره شيخنا ابن الأثير في «تاريخه» [١] في سنة ست وخمسين وأربعمائة، فإنه قال: إن الوزير المذكور كان شديد التعصب على الشافعية، كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه، حتّى بلغ في تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السّلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان، فأذن له في ذلك، فأمر بلعنهم، وأضاف إليهم الأشعرية، فأنت من ذلك أئمة خراسان، منهم أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين الجويني، وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين.

يدرّس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين، فلما جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم، وقيل: إنه تاب عن [٢] الوقيعة في الشافعي رحمه الله، فإن صحّ فقد أفلح.

وكان عميد الملك ممدّحا مقصدا للشعراء، مدحه جماعة من أكابر شعراء عصره، منهم: الباخرزي [٣] وصرّدرّ، وفيه يقول قصيدته النونية [٤] :


[١] انظر «الكامل في التاريخ» (١٠/ ١٣٨) .
[٢] في «آ» : «من» .
[٣] انظر «دمية القصر» (٢/ ١٣٨- ١٤٧) بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني، طبع مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع في الكويت.
[٤] وقد ذكرها ابن خلكان في «وفيات الأعيان» كاملة وهي سبعة وثلاثون بيتا، وعزاها محققه إلى «ديوانه» ص (٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>