للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

ودّع الصبر محبّ ودّعك ... ذائع من سرّه ما استودعك

يقرع السّنّ على أن لم يكن ... زاد في تلك الخطا إذا شيّعك

يا أخا البدر سناء وسنا ... حفظ الله زمانا أطلعك

إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بتّ أشكو قصر الليل معك

وله القصائد الطنّانة ومن بديع قصائده القصيدة النونية التي منها:

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

حالت لبعدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا

بالأمس كنّا ولا نخشى تفرقنا ... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا

وهي طويلة كل أبياتها نخب.

وله في ولّادة «الرسالة الطنانة» وكذا «الرسالة الجهورية» وشرح كلّ من رسالتيه هاتين.

وما جراياته مع ابن جهور لما حبسه وفرّ منه بعد أن استعطفه بكل ممكن فلم يطلقه، مشهورة فلا نطيل بها.

وفيها أبو علي حسّان بن سعيد المنيعي- نسبة إلى منيع جدّ- كان حسّان هذا رئيس مرو الرّوذ الذي عمّ خراسان ببرّه وإفضاله، وأنشأ الجامع المنيعي، وكان يكسي في العام نحو ألف نفس، وكان أعظم من وزير، رحمه الله. روى عن أبي طاهر بن محمش وجماعة، وكان خطيب جامعه إمام الحرمين، وأصل ماله من التجارة، حتّى قال السلطان: في مملكتي من لا يخافني، وإنما يخاف الله عزّ وجل، يعنيه، وكان على قدم من الجدّ والاجتهاد والمعرفة. روى عنه البغوي وجماعة.

قال الإسنائي: هو من ذريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>