للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحقيقة، وصنّف «التفسير الكبير» قبل العشر والأربعمائة، وخرج في رفقة إلى الحجّ، فيها الإمام أبو محمد الجويني، وأحمد بن الحسين البيهقي الإمام، وكان أملح خلق الله، وأظرفهم شمائل. ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة في ربيع الأول، وتوفي في صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس، سادس عشر ربيع الآخر، ودفن في المدرسة بجانب شيخه أبي علي الدّقّاق، ولا مسّ أحد ثيابه، ولا كتبه، ولا دخل بيته إلّا بعد سنين، احتراما وتعظيما له.

وقال السبكي [١] : ومن تصانيفه «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير وأوضحها، و «الرسالة» المشهورة المباركة، التي قلّ ما تكون في بيت وينكب و «التّحبير في التّذكير» ، و «أدب الصّوفية» [٢] و «لطائف الإشارات» وكتاب «الجواهر» و «عيون الأجوبة في أصول الأسئلة» وكتاب «المناجاة» وكتاب «نكت [٣] أولي النّهى» [٤] وكتاب «أحكام السّماع» وغير ذلك.

ومن شعره:

لا تدع خدمة الأكابر واعلم ... أن في عشرة الصّغار الصّغارا

وابغ من في يمينه لك يمن ... وترى في اليسار منه اليسارا

انتهى ملخصا.

وقال ابن خلّكان [٥] : توفي أبوه وهو صغير، وقرأ الأدب في صباه،


[١] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (٥/ ١٥٩) .
[٢] في «طبقات الشافعية الكبرى» : «آداب الصوفية» .
[٣] لفظة «نكت» لم ترد في «آ» وأثبتها من «ط» .
[٤] في «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٣٠) و «هدية العارفين» (١/ ٦٠٨) : «المنتهى في نكت أولي النهى» .
[٥] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٠٥- ٢٠٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>