للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكره الخطيب في «تاريخه» [١] وقال: قدم علينا- يعني إلى بغداد- في سنة ثمان وأربعين [وأربعمائة] ، وحدّث ببغداد، وكتبنا عنه، وكان ثقة، وكان يقصّ، وكان حسن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي.

ومن شعره:

سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم ... وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك

أقمنا زمانا والعيون قريرة ... وأصبحت يوما والجفون سوافك

وفي «رسالته» بيتان حسنان وهما:

ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى لها غير ذائق

وأكثر شيء نلته من وصالها ... أمانيّ لم تصدق كخطفة بارق

وكان ولده [٢] أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا، أشبه أباه في علومه ومجالسه، ثم واظب درس [٣] إمام الحرمين أبي المعالي، حتّى حصّل [٤] طريقه في المذهب والخلاف، ثم خرج للحجّ [٥] ، فوصل إلى بغداد، وعقد بها مجلس وعظ، وحصل له قبول عظيم، وحضر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي مجلسه، وأطبق علماء بغداد أنهم لم يروا مثله.

وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد، لأنه تعصب للأشاعرة، وانتهى الأمر إلى فتنة، قتل فيها جماعة من الفريقين. وتوفي بنيسابور ضحوة نهار الجمعة سابع عشري جمادى الآخرة، سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بالمشهد المعروف بهم.


[١] انظر «تاريخ بغداد» (١١/ ٨٣) .
[٢] في «ط» : «والده» وهو تحريف.
[٣] في «وفيات الأعيان» : «دروس» .
[٤] في «آ» و «ط» : «حتى وصل» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٠٨) .
[٥] في «ط» : «للجم» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>