للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صبيحة يوم الجمعة وهو خارج إلى الصلاة سابع عشر رمضان، وله ثلاث وستون سنة، وقيل: ثمان وخمسون، وصلى عليه ابنه الحسن، ودفن بالكوفة في قصر الإمارة عند المسجد الجامع، وغيّب قبره.

وخلافته أربع سنين، وأشهر، وأيام.

قيل: والسبب في قتل عليّ كرّم الله وجهه، أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل عليّ ومعاوية وعمرو بن العاص [١] ، فانتدب لذلك ابن


الدين كله ولو كره المشركون. ثم إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي بتقوى الله ربّكم ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا، فإني سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: «إن صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام» انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحسان، الله الله في الأيتام، فلا تعنوا أفواههم، ولا يضيعن بحضرتكم، والله الله في جيرانكم، فإنهم وصية نبيّكم صلى الله عليه وسلم، ما زال يوصي به حتى ظننا أنه سيورّثه. الله الله في القرآن، فلا يسبقنّكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة، فإنها عمود دينكم. والله الله في بيت ربّكم فلا تخلّوه ما بقيتم، فإنه إن ترك لم يناظر، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله في الزكاة، فإنها تطفئ غضب الرب، والله الله في ذمّة نبيّكم، فلا يظلمن بين أظهركم، والله الله في أصحاب نبيكم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بهم، والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، والله الله فيما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة لا تخافّن في الله لومة لائم، يكفيكم من أرادكم وبغى عليكم. وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى الأمر شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتوصل والتباذل، وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيكم. أستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله» . ثم لم ينطق إلا «بلا إله إلا الله» حتى قبض رضي الله عنه، وغسله ابناه الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات.
[١] انظر «تاريخ الطبري» (٥/ ١٤٣- ١٤٥) ، و «الكامل» للمبرد» (٢/ ١٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>